جمعية عباد الرحمن للمساعدات الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ببورسعيد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاعجاز البلاغي في القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ola
Admin
ola


عدد المساهمات : 110
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمر : 49
الموقع : مصر ام الدنيا

الاعجاز البلاغي في القرآن Empty
مُساهمةموضوع: الاعجاز البلاغي في القرآن   الاعجاز البلاغي في القرآن I_icon_minitimeالسبت فبراير 19, 2011 12:13 am

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : في وصف الكافرين : ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ..)
لو تأملت هذه الآية الكريمة لوجدت أنها تشتمل على صورتين فنيتين هما : الصورة القائلة : ( ختم الله على قلوبهم و على سمعهم ) و الصورة القائلة : ( وعلى أبصارهم غشاوة ) و لعلك تتساءل عن الفرق بين هاتين الصورتين : الصورة القائلة بأن الله تعالى قد طبع أو ختم على قلب الكافر و على سمعه .. والصورة القائلة بأن الله تعالى قد جعل على بصره غشاوة ، ألم يكن من الممكن مثلاً أن يقول النص ( ختم على قلوبهم وعلى سمعهم و على أبصارهم ) بحيث يجعل صفة الختم على كل من القلب و السمع و البصر ؟ إلا أن الملاحظ أن النص قد خصص كلاً من القلب و السمع بطابع ( الختم) و خصص البصر بطابع الغشاوة ، فما هو السر الفني وراء ذلك ؟
قبل أن نجيب على هذا التساؤل ، ينبغي أن نتبين أولاً طبيعة الصيلغة لهاتين الصورتين ، وما ترمزان إليه من الدلالات ...
الصورة الأولى : تتضمن استعارة أو رمزاً هو : عملية الختم على قلب الكافر وسمعه ، و معنى الختم هو : أن تضع مادة ما على الشيء بحيث تسده ، كما تلاحظ ذلك مثلاً فيما تضعه الدوائر الحكومية من الأختام على المحال التجارية أو الدور التي يرادحجزها ،و هذا يعني أن الختم هو سد الشيء ، حيث استعار النص القرآني هذه الصفة المادية للشيء و خلعها على القلب و السمع ، فجعل للقلب قفلاً تسد أمامه أبواب الفهم والإدراك و التعقل ، ومما يساعدنا على استخلاص هذا المعنى أن النص القرآني في سورة محمد و صف قلوب الكافرين ( أم على قلوب أقفالها) فجعل الأقفال رمزاً لانسداد الفهم والإدراك
والمهم هو : أن نلاحظ أن عملية الانسداد تتناسب مع طبيعة هذين الجهازين المعدين لالتقاط الحقائق و الأصوات ، بحيث إذا سدت أبوابهما لما أمكن للقلب أن يعي ، ولا للأذن أن تسمع ، وهذا بخلاف جهاز البصر الذي خلع عليه النص طابع الغشاوة ، حيث لا تتناسب هذه الصفة مع جهازي القلب والسمع بقدر ما تتناسب مع جهاز البصر ، فعندما تواجهك صورة ( و على أبصارهم غشاوة ) تلاحظ أنك أمام رمز يختلف عن الرمز الذي لحظته بالنسبة للقلب و السمع، فقد خلع النص على البصر طابع الغشاوة والغشاوة معناها الغطاء ، ، بينما خلع على القلب والسمع طابع الغلق والسد ...
و السر الفني وراء ذلك هو : أن البصر من رغم إمكان جعله مسدوداً ، كما لو أغلق الكافر عينيه مثلاً ، إلا أن النص القرآني في صدد أن يوضح بأن الله تعالى هو الذي جعل الكافر- نتيجه سلوكه المعاند- عديم البصر ، ولذلك لابد من وضع شيء على بصره من الخارج ، حتى يحجزه عن النظر إلى ما حوله ، وهذا ما يتناسب مع الغطاء ، لأن وضع أبسط غطاء على البصر كاف في منع عملية الإبصار، وهذا ما يفسر سبب عدم انسحاب هذه الصفة على القلب والسمع ، وذلك لأن الغطاء لو وضع على القلب والأذن لا يمنع من عملية الإدراك و الاستماع ، فلو قدر لك أن تضع غطاء على أذن أحد الأشخاص فهذا لا يحجز الأذن من وصول الأصوات إليها وكذلك القلب ، بعكس الختم الذي يعني وضع مادة تسد جميع منافذ الإدراك .
واستهدف من وراء هذين الرمزين إلى الإنغلاق التام في ذهنية الكافر ، فلا أمل في إصلاحه أبداً مادام قلبه - وهو مركز الهداية- قد ختم عليه ، ومادام سمعه - و هو الحاسة التي يمكن لها أن تستمع إلى القول وتفيد منه - قد ختم عليه ومادام البصر - و هو الحاسة التي يمكن أن تفيد من النظر إلى الظواهر الكونية الدالة على وجود الله وإبداعه - قد وضعت الغشاوة عليه ...
و أخيراً هل أمكنك أن تدرك الفارق بين صورتي ( الختم ) و ( الغشاوة ) ؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ebadalrahman.forumegypt.net
 
الاعجاز البلاغي في القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جميع سور القرآن الكريم تبدأ بالبسملة إلا سورة التوبة، فما هو السبب؟
» معجزه قرآنية في القرآن أكتشفها الدكتور / طارق السويدان كتاب الله وتفسيره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية عباد الرحمن للمساعدات الاجتماعية  :: المنتدى الاسلامى :: الاعجاز العلمى فى القرآن-
انتقل الى: